يبحث
أغلق مربع البحث هذا.

دليل للصحفيين لكتابة القصص عن الطاقة المتجددة

هذا الدليل نقلًا عن شبكة الصحفيين الدوليين، للاطلاع عليه من هنا 

كتبت: رحمة ضياء وهدير الحضري

في العام 2023، عُقدَ مؤتمر أطراف الأمم المتحدة للتغير المناخي، أو ما يُعرف إعلاميًا باسم “COP28″، بتعهد 118 دولة بزيادة الطاقة المتجددة بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2030، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

وشهد COP28 معركة كبيرة بين المفاوضين الممثلين للدول المشاركة للوصول إلى مسودة نهائية، وفي النهاية تم النص لأول مرة على ذكر عبارة “التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري”.

وفي السياق ذاته، يمثل التحوّل نحو الطاقة المتجددة توجهاً مستقبلياً لعشرات الحكومات وآلاف المؤسسات في القطاعين العام والخاص، إذ أنها الخيار والبديل الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه للتحول بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري، كما أنها الأرخص في التكلفة والأسرع في النمو، والأكثر حفاظاً على صحة الإنسان والكوكب.

ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة الأخيرة، يأتي اليوم ما يقرب من 30 في المئة من الكهرباء العالمية من مصادر الطاقة المتجددة، وبحلول عام 2050، يمكن أن يأتي 90% من الكهرباء في العالم من مصادر الطاقة المتجددة، وفي المستقبل، من المتوقع أن تصبح مصادر الطاقة المتجددة أكبر مصدر لتوليد الكهرباء على مستوى العالم بحلول أوائل عام 2025، متجاوزةً الفحم.

كل هذه الحقائق التي أصبحت واقعنا الجديد تعني في المقابل أنّه علينا كصحفيين تسليط المزيد من الضوء على تغطية القضايا المتعلقة بالطاقة المتجددة، في وقت لم تعد فيه كوارث تغير المناخ مشكلة عابرة بل أصبحت “أزمة هذا العصر” بكل ما تعنيه الكلمة، كما وصفتها الأمم المتحدة.

ماذا تعني “الطاقة المتجددة”، وما هي أنواعها ولماذا نحتاج إليها؟

الطاقة المتجددة هي طاقة ناتجة عن مصادر طبيعية تتجدد بمعدل يفوق ما يتم استهلاكه، مثل أشعة الشمس والرياح، على سبيل المثال، وتتميز مصادر الطاقة المتجددة بأنها وفيرة وموجودة في كل مكان حولنا، في حين يستغرق تشكيل الوقود الأحفوري مثل (الفحم والنفط والغاز) وهو من الموارد غير المتجددة مئات الملايين من السنين. ويتسبب الوقود الأحفوري، عند حرقه لإنتاج الطاقة، في انبعاثات ضارة من غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، أما الانبعاثات الناجمة عن توليد الطاقة المتجددة، فهي أقل بكثير من تلك الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، ولهذا يعد التحول من الوقود الأحفوري، الذي يمثل حاليًا حصة الأسد من الانبعاثات، إلى الطاقة المتجددة أمرًا أساسيًا لمعالجة أزمة المناخ كما أن الطاقة المتجددة حاليًا أقل تكلفة في معظم البلدان، وهي تخلق وظائف أكثر بثلاث مرات من الوقود الأحفوري وفق تقرير للأمم المتحدة.

ويعدد تقرير الأمم المتحدة أنواع الطاقات المتجددة على النحو التالي:

الطاقة الشمسية

وهي الأكثر وفرة من بين جميع مصادر الطاقة ويمكن حتى توليدها في الطقس الغائم. ولقد تراجعت تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير في العقد الماضي، مما جعل الطاقة الشمسية في متناول الجميع وغالبًا الأقل تكلفة. تستخدم الألواح الشمسية لمدة 30 عامًا تقريبًا، وتختلف درجاتها حسب نوع مواد تصنيعها.

طاقة الرياح

طاقة الرياح مستخرجة من الطاقة الحركية للرياح باستخدام توربينات الرياح الكبيرة الموجودة على اليابسة أو في البحر أو المياه العذبة (البحرية). تستخدم طاقة الرياح منذ آلاف السنين، غير أن تكنولوجيات طاقة الرياح البرية والبحرية قد تطورت خلال السنوات القليلة الماضية لإنتاج أكبر حجم من الكهرباء باستخدام توربينات أطول وأقطار دوارة أكبر.

الطاقة الحرارية الأرضية

تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية الطاقة الحرارية المتوفرة في باطن الأرض. ويتم استخراج الحرارة من الخزانات الحرارية الأرضية باستخدام آبار أو وسائل أخرى.

الطاقة الكهرمائية

تستخدم الطاقة الكهرمائية طاقة المياه المتدفقة من الأعلى إلى الأسفل. ويمكن أن تتولد من الخزانات والأنهار. وتعتمد محطات تخزين الطاقة الكهرمائية على المياه المخزنة في خزان، بينما تستغل محطات الطاقة الكهرومائية في مجرى النهر الطاقة من المجرى.

الطاقة البحرية

تُستمد الطاقة البحرية من التكنولوجيات التي تستخدم الطاقة الحركية والحرارية لمياه البحر (الأمواج أو التيارات على سبيل المثال) لإنتاج الكهرباء أو الحرارة.

الطاقة الأحيائية

يتم إنتاج الطاقة الأحيائية من مجموعة متنوعة من المواد العضوية، المعروفة بالكتلة الأحيائية، مثل الخشب والفحم وغيرها من السماد الطبيعي لإنتاج الحرارة والطاقة، والمحاصيل الزراعية للوقود الحيوي السائل.

وفي تقرير للأمم المتحدة بعنوان “الطاقة المتجددة مستقبل أكثر أمانًا” ذُكر أنه لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة وللحفاظ كذلك على صحتنا من التأثيرات المدمرة لاستهلاك الوقود الأحفوري.

وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الطاقة المتجددة هي الأقل تكلفة في معظم أنحاء العالم اليوم وأن أسعار تكنولوجيات الطاقة المتجددة تنخفض بسرعة. إذ انخفضت تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بنسبة 85 في المئة بين عامي 2010 و2020. وانخفضت تكلفة طاقة الرياح البرية والبحرية بنسبة 56 في المئة و48 في المئة على التوالي.

ويمكن أن توفر الكهرباء المنخفضة التكلفة المولدة من المصادر المتجددة 65 في المئة من إجمالي إمدادات الكهرباء في العالم بحلول عام 2030. كما يمكن أن تزيل الكربون عن 90 في المئة من قطاع الطاقة بحلول عام 2050، مع الحد من انبعاثات الكربون بشكل كبير والمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يفضي التحول إلى صافي انبعاثات صفري إلى زيادة عامة فى وظائف قطاع الطاقة في حين يمكن فقدان حوالي 5 ملايين وظيفة في مجال إنتاج الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى استحداث حوالي 14 مليون وظيفة جديدة في مجال الطاقة النظيفة، أي كسب 9 ملايين وظيفة.

مصادر بيانات حول الطاقة المتجددة:

يتطلب العمل على قصص الطاقة المتجددة الاستعانة بالإحصاءات والأرقام والتقارير الداعمة والتواصل مع المؤسسات والشبكات ذات الصلة، وهو ما توفره لكم المصادر التالية:

الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)
مبادرة الطاقة المستدامة للجميع (SEforALL)
الوكالة الدولية للطاقة (IEA)
الشبكة الدولية لتوسيع الطاقة المتجددة (RENAC)
الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة (EUREC)
التحالف العالمي للطاقة المتجددة (Global Renewables Alliance)
التحالف العالمي للطاقة الشمسية (ISA)
الشبكة العالمية للطاقة المتجددة (WREN)
مؤسسة روكي ماونتن للطاقة المتجددة (RMI)
الاتحاد العالمي للطاقة الريحية (GWEC)
تحالف الطاقة النظيفة (Clean Energy Alliance)
مركز حلول الطاقة المتجددة (RECP)
شبكة المعلومات البيئية العالمية (GENI)
الاتحاد العالمي للطاقة الحيوية (WBA)
الشبكة العالمية للطاقة الشمسية (GSN)
مؤسسة إيرث دي (Earth Day Network)
شبكة حلول التنمية المستدامة (SDSN)
مؤسسة أصدقاء الأرض (Friends of the Earth)

إرشادات لكتابة قصص عن الطاقة المتجددة من زوايا مختلفة:

يمكننا كصحفيين الكتابة عن الطاقة المتجددة من زوايا مختلفة، منها على سبيل المثال وليس الحصر:

-متابعة تنفيذ السياسات الحكومية والقوانين والأطر التنظيمية في كل بلد فيما يتعلّق بالطاقة المتجددة، فعلي سبيل المثال، وضعت مصر في خطتها الوطنية هدفاً بأن تحتل الطاقة المتجددة نحو 42% من إجمالي الطاقة لديها بحلول 2030.

-المبادرات والمشروعات التي تهدف إلى استخدام الطاقة المتجددة، سواء المنفذة من قبل الحكومات مثل مشروع بنبان للطاقة الشمسية في مصر، أو منظمات القطاع الخاص أو المجتمع المدني.

-صناعة قصص صحفية لتصحيح المعلومات الخاطئة أو المضلّلة حول الطاقة المتجددة، إذ أن هناك العديد من المشككين في التغير المناخي على مستوى العالم يروجون لمعلومات مضلّلة تقول إن الطاقة المتجدّدة لا يمكن أن تحل محل الطاقة التقليدية التي يتم إنتاجها من خلال حرق الوقود الأحفوري، أو يروجون إلى أنّ مشروعات طاقة الرياح تؤثر على صحة الأرض والكائنات الحية، فى حين أعلنت الأمم المتحدة أنه يمكن لبلدان كاملة أن تعتمد بنسبة 100% على إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وحققت مناطق مثل جنوب أستراليا، وكيبيك في كندا، وتشينغهاي في الصين هذا الهدف بالفعل، كما أن هناك بعض الدول التي نجحت في تأمين احتياجاتها وتصدير فائض من الكهرباء باستخدام الطاقة الكهرومائية، مثل باراغواي وكيبيك في كندا.

-تتبع التمويل الموجه للبلدان لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، والتحديات التي يواجهها تنفيذ هذه المشروعات.

-مناقشة مستقبل ملايين العاملين عند التحول إلى الطاقة المتجددة: وتحتل هذه المناقشة مساحة مهمة على مدار الأعوام الماضية، ففي الوقت الذي يطالب فيه الكثيرون بالتوقف التام عن استخدام الوقود الاحفوري، يبدو المستقبل غامضاً لملايين العاملين الذين يعتمدون عليه في كسب رزقهم، لذا ظهرت مناقشات أخرى في المقابل بأن أسواق الطاقة المتجددّة يمكنها أن توفر ملايين من فرص العمل المختلفة، ومن هنا قد يعثر العاملون سابقاً في صناعة الفحم أو البترول على فرص عمل جديدة.

-كتابة القصص التفسيرية التي تساعد الجمهور على فهم أنواع الطاقات المتجددة المختلفة والفرق بين كل منها وكذلك معوقات استخدامها. (مثال: لماذا لا يشتري أحد تقريباً الهيدروجين الأخضر؟)

-متابعة الدوريات العلمية والأبحاث والدراسات والتقارير التحليلية المتعلقة بالطاقة المتجددة: يساعد ذلك على التعرف على أحدث الإحصاءات والاكتشافات والمستجدات فى مجال الطاقة المتجددة وإنتاج القطع الإخبارية والمتابعات والتحليلات لهذه الإصدارات.

-متابعة مواقع تتبع جهود العمل المناخي: تساعدك هذه المواقع على تتبع خطط التحول للطاقة المتجددة فى البلدان المختلفة، والحصول على تقارير تحليلية لتقييم تلك الخطط والسياسات الحكومية ومدى الالتزام بالوعود الخاصة بخفض الانبعاثات ويمكنكم التعرف على هذه أبرز هذه المواقع من خلال دليل شبكة الصحفيين الدوليين (دليل لتتبع أهداف “صافي صفر” للبلدان والشركات والتحقق منها)

-العمل على أنسنة قصص الطاقة المتجددة: ينبغي عدم الاكتفاء بالإحصاءات والدراسات وتصريحات الخبراء وذلك من خلال التحدث مع أصحاب المصلحة والأشخاص العادية لربط قصص الطاقة المتجددة بحياة الناس اليومية. (مثال: البسايسة.. حكاية أول قرية في مصر تكتفي ذاتيًا من الطاقة).

– إضفاء عناصر بصرية جذابة على القصة: احرص على تمثيل البيانات والأرقام بطريقة جذابة بصريًا بالاستعانة بالانفوجراف والفيديوجراف والخرائط التفاعلية، ودعم قصتك بالفيديوهات والبودكاست كلما أمكنك.

-احذر من الوقوع في فخ الغسل الأخضر: ينبغي عدم الانسياق وراء المشاريع والمؤسسات التي تروج لنفسها كداعمة للتحول للطاقة المتجددة بدون التحقق من تاريخها وأنشطتها الأخرى ومدى التزامها بتنفيذ هذه الوعود. ويمكن الرجوع لهذا الدليل لمزيد من النصائح بهذا الصدد. (إرشادات لإعداد تقارير صحفية تكشف ممارسات “الغسل الأخضر”)

-تناول القصص من منظور صحافة الحلول: يمكن أن تندرج كثير من قصص الطاقة المتجددة ضمن صحافة الحلول المناخية وذلك حين تستعرض القصة استجابة لمشكلة ما مع تقديم الأدلة على مدى فعالية ذلك الحل وتقييمه بشكل صارم ومناقشة المزايا إلى جانب التحديات والمعوقات.

موارد للصحفيين حول الطاقة المتجددة:

ستساعدك هذه الأدلة التدريبية على تعزيز فهمك للقضايا المرتبطة بالطاقة المتجددة وتقديم تغطيات ذات زوايا مختلفة، مثل:

-الأدلة التدريبية المقدمة من مؤسسة Clean energy wire، وهي مؤسسة مخصصة لدعم الصحفيين في تغطية الطاقة المتجددة، كما تقدم أحياناً تدريبات وزمالات مختلفة.

-دليل مؤسسة “كلايمت تراكر” صناعة القصص حول قضايا الطاقة.

–دليل جمعية الصحفيين البيئيين للكتابة عن قضايا البيئة والطاقة.